استقطبت حملة ممداني تأييدا من مختلف فئات سكان المدينة، بمن في ذلك اليهود غير الصهاينة الذين، وفق الاستطلاعات، منحوه 43٪ من إجمالي أصوات اليهود، وصوّت اثنان من كل ثلاثة شباب يهود بالمدينة لصالحه.
وكان فيليب فايس، الكاتب اليهودي المخضرم، ومؤسس موقع Mondoweiss المناهض للصهيونية، اعتبر حملة ممداني لحظة فارقة للهوية والمجتمع اليهودي، إذ أعطت دفعة قوية ليهود يرون اليهودية ليست مرادفة للصهيونية، وستساعد في تحرير اليهود والسياسة الأميركية من الصهيونية.
يقول فايس، إن فوز ممداني مدعوما بكتلة يهودية وازنة يمنح المناهضين للصهيونية صوتا قويا داخل المجتمع اليهودي لطرح أسئلة مهمة: لماذا تُعتبر القومية اليهودية جزءا من العقيدة الدينية- لا مجرد أيديولوجية تفوق عرقي- تماثل قوانين جيم كرو العنصرية بالجنوب الأميركي؟ هل من الجيد لليهود الارتباط بالفصل العنصري، والتطهير العرقي، ومذابح الأطفال؟
تأخرت لحظة هذه الأزمة في الإيمان والخطاب أكثر من 75 عاما، حيث تستر المجتمع اليهودي الأميركي المنظم طواعية على فظائع إسرائيل.
وفرضت المؤسسة اليهودية (المنظمات والهيئات الدينية الرائدة، تحت مظلة مؤتمر الرؤساء) قواعد بسيطة بشأن إسرائيل: يجب أن نتحدث بصوت واحد وألا نختلف علنا أبدا، ونؤكد كل ما تقوله الحكومة الإسرائيلية.
إن ربط اليهودية بحكومة فصل عنصري وحشية أمر سيئ جدا لليهود. لم يدمر فقط التقاليد اليهودية في تعزيز الحقوق المدنية، بل ولد السخط وأجج معاداة السامية.
لذا يمثل صعود ممداني وفوزه تحررا، فهو يتيح مساحة لليهود المناهضين للصهيونية ليتبنوا مبادئ ليبرالية أساسية دمرتها المؤسسة اليهودية، أي مقاطعة الاضطهاد، ومحاكمة مجرمي الحرب.
يقول فايس، لن يستطيع اليهود المناهضون للصهيونية القيام بهذا وحدهم. فنحن، كأقلية مهمشة في المجتمع اليهودي، اعتمدنا على غير اليهود للحصول على الدعم والخبرة. وممداني هو أحدث حلفائنا، وربما الأكثر ثورية.