الهجرة العكسية وانهيار أسطورة إسرائيل

تُعد الهجرة من إسرائيل إلى الخارج- أو ما يُعرف بالعبرية “يريدا” (ירידה) والتي تعني حرفيا “النزول”- من أكثر القضايا الاجتماعية حساسية في المجتمع الإسرائيلي.

هذه التسمية تحمل في طياتها دلالات عميقة، فهي توحي بالهبوط والتردي، في مقابل “عاليا” (עליה) أو “الصعود” التي ترمز إلى الهجرة إلى أرض الميعاد.

منذ تأسيس الدولة عام 1948، شكلت فكرة “الصعود” إلى إسرائيل حجر الأساس في الهوية الصهيونية، بينما ظلت الهجرة المعاكسة تعدّ نوعا من التخلي عن المشروع القومي، والهروب أو السعي لمطامع شخصية أنانية في دول الغرب، بدلا من المساهمة في الجهد الصهيوني الجماعي الذي يحاول ضمان الطابع اليهودي للدولة ومستقبلها.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين هؤلاء المهاجرين في احتفالات يوم الاستقلال عام 1976 بأنه “سقوط الجبناء”، وهو توصيف لا يزال يُعبر عن الموقف الجمعي من هذه الفئة حتى اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top